
بحثت رسالة ماجستير في قسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة البصرة ( أبو عامر الراهب دراسة تاريخية).
وتضمنت الرسالة التي قدمها الباحث نورس حسن عايز ثلاثة فصول (أبو عامر الراهب نسبه ونشأته الاجتماعية والدينية في المدينة المنورة و موقف أبي عامر الراهب من الإسلام ونبيه (ﷺ) و الأساليب الخفية لأبي عامر الراهب والمنافقين في محاولة تقويض الإسلام ).
وتهدف الرسالة إلى دراسة شخصية أبي عامر الراهب كواحدة من الشخصيات المثيرة للجدل والتي دارت حولها الكثير من الإشكاليات ؛ إذ تزامن وجودها مع بداية ظهور الدعوة الاسلامية في مكة وانطلاقها في باقي اجزاء شبه الجزيرة العربية لاسيما في المدينة المنورة ، وقد مثلت مواقفه ، واعماله ، وافعاله تحدياً للدين الاسلامي وشكلت جزءا من التعقيدات التي واجهت الدعوة الوليدة في الداخل والخارج ، فضلاً عن دوره الفاعل في أحداث السيرة النبوية خاصة تبنيه موقف المعارضة الفكرية ، والسياسية في صدر الإسلام ، ودوره البارز في أحداث مفصليه كحادثة مسجد ضرار مما يستلزم دراسة حضوره في النصوص الروائية ، والكشف عن طبيعة التفاعل بين الدين ، والمصالح القبلية ..
وقد توصلت الرسالة بعد دراسة شخصية أبي عامر الراهب أن التاريخ الإسلامي ليس استعراضاً لأحداث المعارك والحروب والانتصارات والهزائم ، بل يمثل نموذجًا معبرًا عن التحوّل الذي شهده المجتمع العربي في صدر الإسلام ، حيث تصادمت العقائد والمصالح، وتكشّفت المواقف الحقيقية للزعامات الدينية والسياسية أمام دعوة التوحيد. فقد كان أبو عامر، رغم مظهره الزاهد، أحد أبرز المعارضين للرسالة المحمدية، لا بدافع ديني خالص، بل لأسباب تتعلق بفقدان النفوذ والمكانة في المجتمع الجديد الذي بَنَتْه الدعوة الإسلامية ، إذ اجتمعت في شخصيته أسباب التعصب لما كان عليه الوضع ايام الجاهلية والرفض الشديد للتغيير الذي جاء به الإسلام ، ومحاولاته اليائسة لاستعادة مكانته ونفوذه والذي انتهى عبر إقامته للتحالفات مع اعداء الإسلام .